ما هي المعطيات السياسية والعسكرية في سقوط الجوف..؟
يمنات
صلاح القرشي
المعطيات التي اسقطت الجوف هي نفس المعطيات التي اسقطت من قبل نهم و حجور و عمران و صنعاء، و هي نفس المعطيات التي منعت هزيمة الحوثي بالحديدة و انتزاع المدينة منه، و هي نفس المعطيات التي ستسقط مستقبلا مأرب و صافر و مدينة تعز و الحجرية، وصولا إلى سيطرة الحوثيين على شمال اليمن سابقا إلى الحدود الشطرية السابقة.
و هي أيضا نفس هذه المعطيات التي اسقطت عدن و لحج و الضالع بيد الانتقالي، و هي ستسقط مستقبلا محافظة شبوة تحت سيطرة الانتقالي و بقية المحافظات الجنوبية و الشرقية.
ليس هناك جديد طرأ على أهداف الكتلة التي تتحكم و تفرض معطيات الحرب في اليمن المتمثلة في دول رباعية العدوان و ايران و حربهم في الداخل اليمني المتمثل بالحوثيين والانتقالي الجنوبي، منذ اندلاع الحرب في اليمن في 26 مارس 2015.
لا جديد في المعطيات حتى نشهد تغير جوهري في مجريات الحرب معاكس لمصالح هذه الدول و هذه القوى الحالية في صنعاء و عدن، و ما يجري على الواقع الميداني العسكري إلا انعكاس لثبات و عدم تغير في معطيات الازمة و الحرب في اليمن.
الحوثيون و الانتقالي الجنوبي، ربطوا منذ البداية مشاريعهم و أهدافهم التي تقوم عليها كياناتهم، بمصالح وأهداف ونفوذ وأطماع الدول الاقليمية و الدولية. بحيث اصبحت و منذ البداية و إلى اليوم كل القرارات و السياسات الاقتصادية و العسكرية و السياسية التي اتخذتها هذه لدول تصب في اربعة اتجاهات تقريبا. الاتجاه الأل الاستماتة في المحافظة على عدم هزيمة أو سقوط الانتقالي الجنوبي والحوثيين في هذه الحرب، لأن سقوط اي منهما يعد سقوط للاخر، و بالتالي يشكل هذا تهديدا لمصالح و أطماع و أهداف هذه الدول في اليمن، و هو ما يخدم الاتجاه الثاني لهم في تفتيت اليمن من الداخل و إضعافه، حتى لو تم إبقائه كدولة اتحادية ضعيفة و شكلية (أي تطبيق النموذج العراقي على اليمن).
الاتجاه الثالث يتمثل في القضاء على تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن (حزب الاصلاح) المنخرط في الحلف المعادي لهم مع تركيا و قطر. و الاتجاه الرابع تدمير الاقتصاد اليمني و بنية الدولة اليمنية التحتية و الافقار و التجويع المتعمد للشعب اليمني تمهيدا لاضعافه، بحيث يسهل في النهاية تمرير ما يريدونه من تسويات تخدم توجهاتهم الاحتلالية و النهبوية للأرض و الثروات اليمنية.
كل هذه المعطيات التي ذكرناها شاهدنها طوال السنين الخمس الماضية تتحقق على الواقع، و هي التي حكمت و تحكمت في مجريات الحرب في الجبهات العسكرية و المعارك على المدن و المحافظات منذ بداية الحرب و التي كلها صبت في خدمة خطط هذه الدول و توجهاتها، و في صالح مشاريع الحوثيين و الانتقالي الجنوبي.
حتى الاتفاقيات التي عقدوها و مرروها (اتفاقية السويد، واتفاقية الرياض) كانت تصب في مصلحة الانتقالي و الحوثيين و مصالح هذه الدول وتوجهاتها.
اما مستقبل قوات طارق صالح والمؤتمر الشعبي العام، فهي عبارة عن الخطة (ب) بالنسبة لدول التحالف كبديل للحوثيين لحكم شمال اليمن، إذا ما حدث تغير في سياساتهم تجاه الحوثيين وايران بسبب حدوث طارئ ما على الترتيبات المعتمدة مع ايران، او بسبب حدوث تغيرات داخلية في ايران تؤدي إلى ضعف نفوذها.
الخلاصة أن امريكا وبريطانيا وايران يتقاسمون النفوذ والأرض والثروات في اليمن مثل ما يتقاسمونها في العراق وغيرها، والتي تقوم على نظرية تفتيت الدول العربية من الداخل وابقائها ممزقة و ضعيفة و منع وحدتها او وحدة قرارها السياسي و العسكري و الاقتصادي، و هي نظرية تخدم مصالح و أهداف كل من امريكا و اسرائيل و إيران و بريطانيا و تعد عامل مشترك بين جميع هذه الدول.
و ما لم يحدث أي تغير قوي يؤثر بشكل جوهري على منظومة هذه المعطيات، و التي تعكس إرادة الخارج والداخل، من خلال دخول عامل خارجي او داخلي يعيد توحيد الجهد الوحدوي والوطني والجمهوري يغير في التوازن في المعادلة العسكرية و السياسية و الاقتصادية في اليمن، لن تشهد اليمن إلا مواصلة تنفيذ ما نراه اليوم ينفذ على ارض الواقع.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.